بقلم : خالد الحميد الزبون .
في عالم السياسة، لا تمر الكلمات بغير تأثير، خاصة عندما تُقال من شخصيات عامة في لحظات دقيقة. تصريحات النائب ينال فريحات الأخيرة على قناة بي بي سي حول "عشرات الآلاف من شباب الإخوان المسلمين غير المنضبطين" تركت وراءها الكثير من التساؤلات حول مغزاها وتوقيت طرحها. هل كانت مجرد قراءة عميقة للواقع الاجتماعي، أم أن ورائها رسالة سياسية مشفرة تحاول التأثير على المشهد الداخلي؟
قد تكون تصريحات فريحات بمثابة تحذير ضمني من انفجار محتمل في حالة تم تفكيك الجماعة، أو ربما يكون تهديدًا خفيًا يهدف إلى تحريك المشهد السياسي بما يخدم مصالح معينة. كيف يُفهم هذا الكلام في ضوء التوترات الأمنية الأخيرة والتصعيدات الميدانية، وهل يهدف إلى خلق حالة من القلق والفوضى؟
وراء كل كلمة نطق بها فريحات، يمكن أن نجد إشارة إلى فكرة أن استقرار الأردن قد يكون مهددًا إذا تم التعامل مع الشباب بشكل غير صحيح، وأن الحل قد يكمن في بقاء التنظيمات السياسية على حالها، ما يفتح الباب لمزيد من التأثيرات الخارجية. فكيف إذا كان وراء تلك التصريحات تحريض خارجي من جهات ترغب في إرباك الداخل الأردني، حيث يتداول بعض المحللين معلومات عن محاولات جهات من الإخوان في مصر التأثير على جماعة الإخوان الأردنية للقيام بمزيد من التصعيد، مما يعيد السؤال حول النوايا الحقيقية وراء مثل هذه التصريحات.
هل يسعى البعض إلى نقل القلق من الشباب إلى الفضاء العام لتبرير موقف سياسي يستهدف إظهار الدولة الأردنية وكأنها تواجه تهديدًا داخليًا متمثلًا في حالة من الاضطراب غير القابلة للسيطرة؟ هل هذه التصريحات قد تكون تمهيدًا لخطوات سياسية تهدف إلى زرع الفتنة والفرقة في وقت يتطلب فيه الوطن توحيد الجهود خلف الاستقرار والأمن؟
تبقى الأيام القادمة هي الفصل الذي سيكشف كيف ستؤثر هذه التصريحات على
المشهد الأردني في الداخل والخارج، وما إذا كانت جزءًا من مسعى أكبر لرسم سيناريو كارثي قد يصب في مصلحة أطراف لا تريد الخير للأردن.
رئيس القيادة التنفيذية حزب تمكين تحت التأسيس