بقلم : خالد الحميد الزبون – رئيس القيادة التنفيذية – حزب تمكين تحت التأسيس.
في الوقت الذي يشهد فيه المشهد السياسي الداخلي تطورات متسارعة، يبدو أن الدولة الأردنية قد وصلت إلى نقطة حسم في تعاملها مع مجموعة من القوى التي تسعى لإبقاء الأوضاع على حالة من التوتر المستمر، من خلال تكتيكات ناعمة تهدف إلى خلق أزمات وتعقيدات تتجاوز الفضاء السياسي إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. هذا السعي لخلق حالة من التأزيم لم يعد مقبولا داخل دوائر القرار، والتي بدأت تتخذ خطوات محسوبة لتفكيك هذا الوضع من الداخل.
التطورات الأخيرة تؤكد أن هناك استراتيجية لتقليص النفوذ وتوجيه الأنظار نحو تفكيك المنظومة التي تحاول السيطرة على بعض المسارات السياسية، عبر دفعها نحو التصعيد دون النظر إلى استقرار الدولة أو أمنها الاجتماعي. التفكيك الناعم الذي بدأ يتبلور تدريجياً يقوم على ضبط التفاعلات بشكل غير مباشر، لكن بوضوح يقطع أي شكوك حول النوايا.
في هذه اللحظة الحرجة، يبدو أن الدولة تتجه نحو إعادة ضبط إيقاع المشهد بما يتماشى مع الأهداف الوطنية الكبرى، مع أخذ الاعتبار أن الظروف الإقليمية تزداد تعقيدا. الضغط المتزايد على الداخل يتطلب دقة في التحرك،
حيث التغييرات القادمة ستشهد خطوات محورية لإعادة الهيكلة، وليس من المستبعد أن تزداد التدابير المتخذة في الأيام القادمة لتقوية الجبهة الداخلية وتصفية كل محاولات التأزيم التي تسعى لتوسيع الشرخ بين القوى المختلفة.
هذه الفترة ستكون فاصلة، ومن هنا فإن رسالتها هي إغلاق جميع الأبواب بوجه محاولات تقويض الاستقرار، وتوضيح أن التصعيد لا يمكن أن يظل الخيار الوحيد أمام من يتجاوز الخطوط الحمراء.
مع هذه المعطيات، فإن المشهد القادم قد يكون الأكثر تعقيدا والأشد حسما، حيث لا مكان الآن للتراخي أو التراجع، بل هناك ضرورة ملحة لفرض هيبة الدولة من خلال خطوات دقيقة وواضحة تتصدى لمختلف أنواع التأزيم المستمرة.